قاسم شعيب
قد لا يصدق
البعض أن الحرب التي يشنها التحالف الصهيو- أمريكي على شعوب العالم متعددة الأوجه
والأشكال. وقد يعاند الكثير ممن يرى في نفسه رجلا مثقفا أو عقلانيا في تقبل الكثير
من الحقائق لسبب وحيد هو أنها خفية ولا يتطرق إليها الإعلام الرسمي. وبدل تناول
هذه الأمور بجدية ومحاولة التأكد من صدقيتها، فإن هذه الفئة من الناس الواقعة بقوة
تحت سطوة الإعلام الغربي وتوابعه عندنا والخاضع بدوره لتلك الجهة، كثيرا ما تتناول تلك
الموضوعات بالسخرية والاستهزاء..
لا يخفى اليوم
التوتر الكبير الذي يعاني منه الناس والذي تضاعف منذ بداية العام 2011 ويستمر حتى
اليوم. وهذا التوتر الكبير والشد العصبي المدمّر ضاعف من تفجّر الحروب والجرائم ودفع
بالكثير من الناس إلى إدمان الكحول والمخدرات والشذوذ والأعمال القذرة هروبا من
الواقع الضاغط بقوة أو تنفيسا عن حالات نفسية كانت كامنة. وكرّس الماسِكون بزمام
اللعبة ذلك كله من خلال ترويج أوسع لتلك الممارسات وتسهيل أكبر للوقوع في شراكها.
يعتمد الغرب
والجهات الخفية التي تحرّكه على الإعلام والفنون لزيادة الطاقة السلبية وبثّها بين
الناس من خلال البرمجة العقلية التي تعتمد بالأساس التكرار والإيحاء ليتم تشكيل
العقل الباطن بطريقة المناسبة لهم بما أن الانسان يفكّر ويتصرّف على أساس ذلك
العقل الباطن. ولأجل ذلك يلاحظ الجميع كيف سقطت أعداد ضخمة من الناس في الاستسلام والخمول
والأمراض العقلية والنفسية بشكل ملفت وغير عادي. فالأخبار التي يبثها الإعلام أكثرها
يتناول الحروب والجرائم والأزمات الاجتماعية والاقتصادية. وهي لا تعكس بالضرورة
الواقع بل تعمد إلى تضخيمه إلى الدرجة التي يظن معها الناس أن العالم كله مشتعل
وأنه لا يوجد أحد مرتاح من تلك الحروب والأزمات في هذا العالم. أما في الواقع فإن
تلك الجهات التي تسيطر على الأسواق تعمد إلى رفع الأسعار وغلاء المعيشة. وهذا كله
أنتج ارتفاعا كبيرا في الطاقة السلبية لدى الناس.
ولأن تلك الجهات
الخفية، التي تعمل من أجل تنفيذ مشروع شرير يريد إلحاق أكبر قدر من الأذى بالناس، تعرف
خطورة ما تفعله وإمكانية أن يرتد عليها، فإنها عملت على تحصين نفسها من كل تداعيات
تلك الأعمال. فالذين يمثلون تلك الجهات لا يعانون، بحكم ثرائهم، مشاكل الحروب التي
يفتعلونها ولا مضاعفات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وحتى من الناحية العمرانية
فإنهم حسبوا حسابا لهذا الأمر.. ولأجل ذلك نلاحظ أن قصورهم ومقرّاتهم صُمِّمت
لاستقطاب الطاقة الإيجابية من خلال القباب كما نرى ذلك في البيت الأبيض أو
الكريملين مثلا. فالأشكال الهندسية لها تأثير كبير في جلب الطاقة الإيجابية أو
السلبية.
والأشكال الهندسية
التي تستقطب الطاقة الموجبة من الكون هي: القباب والشكلان الدائري والخماسي ومنه النجمة
الخماسية. وهذه الأشكال يستفيد منها حكام العالم وأثرياءه لأنها تستقطب الطاقة الإيجابية
ويستفيد منها من هو تحتها أو حولها من الناس الذين تجتذب أجسامهم تلك الطاقة
الإيجابية مثل ما هو الأمر في البنتاغون مثلا المصمم بشكل خماسي أو المساجد
والكنائس ومزارات الأنبياء والأولياء التي لا تخلو من القباب والتي تضاعف الأدعيةُ
والقراءات مقدارَ الطاقة الإيجابية فيها بشكل عظيم.
ولأجل إبعاد
الناس وحرمانهم من الاستفادة من الطاقة الإيجابية الكونية يتم اليوم الترويج لأساليب
أخرى يدَّعون أنها تساعد على جلب الطاقة الإيجابية، بينما هي لا تجلب إلا الطاقة السلبية ولا تفعل سوى تدمير الروح الإنسانية، مثل بناء المنازل بأشكال هندسية
حادة وضيقة بدل المنازل الواسعة والدائرية، ونشر بعض الطقوس الهندوسية كاليوغا
مثلا أو غرس الرؤوس في التراب، بدل الصلاة والسجود على التراب الذي أصبح معلوما
اليوم أنه أسلوب فعّال في تفريغ الطاقة السلبية من الجسم.
وفي المقابل تتم
مهاجمة الدّين والمساجد والكنائس والمزارات، ونعت مرتاديها بمختلف الأوصاف
التحقيرية. وكلُّنا يسمع ويرى كيف جعلوا المساجد مقرّات لتخريج السلفيين والدواعش
من أجل برمجة العقل الباطن على أساس هذه الفكرة، أو مهاجمة زوار الأئمة من آل
البيت أو زوار بعض المقام لأشخاص يعتبرهم زوارهم من الأولياء الصالحين.. والحقيقة
إنهم نجحوا في ذلك إلى حدود بعيدة. ففي أوروبا بات قلّة من الناس يذهبون إلى
الكنائس وحسب بعض الإحصاءات فإن أغلبية الناس صاروا ملاحدة أو لا دينيين. وفي
العالم الإسلامي يتضاعف النقد الحاد الموجّه ضد الحجّاج والزوّار. بل إن بعض
المنخرطين في هذا المشروع عن وعي أو دون وعي بدأ يدعو صراحة إلى مقاطعة الحج أو زيارة
مقامات الأنبياء والأوصياء ومنها مقامات النبي ص والأئمة من أهل البيت..
والهدف من ذلك
كله تحويل المساجد ذات القباب المولدة للطاقة الإيجابية إلى أماكن خالية من الناس
من خلال مهاجمتها وتفجيرها أحيانا كما حدث لكثير من المساجد في أفغانستان
والباكستان وسوريا والعراق وكما حدث لمقام الإمامين العسكريين في سامراء بالعراق،
أو من خلال نشر الفتن الطائفية التي تجعل استفادة المسلمين من المساجد قليلة بحكم
امتناع السني عن الصلاة في مسجد شيعي وامتناع الشيعي عن الصلاة في مسجد سني. أو من
خلال مقاطعة زيارة الأنبياء والأولياء في مقاماتهم بسبب الفتاوى الوهابية الشهيرة
حول حرمة زيارة القبور.
بل إن الجهات
الرسمية في بعض البلاد باتت تبحث عن بناء مساجد بلا قباب، أو ترميم المساجد دون
ترميم قبابها بل العمل على تسطيحها بحجة بناء مقصورات للنساء أو بناء مكتبات، أو
من خلال جعل المساجد ممرا قسريا للمراحيض ودورات المياه، أو من خلال جعل دورات
المياه في المساجد والمنازل في اتجاه القبلة.
أما أكثر
الأماكن توفيرا للطاقة الإيجابية فهو الكعبة المشرفة التي يشعر الطائفون حولها
باطمئنان وراحة نفسية هائلة لا يشعرون بها في أي مكان آخر. وقد صمّم الوحي من خلال
سنَّة النبي صلى الله عليه وآله كيفية الحج بالشكل الذي يعطي الحاج أكبر قدر ممكن
من شّحنات الطاقة الإيجابية. والخشية اليوم أصبحت كبيرة من محاولات استهداف
الكعبة ذاتها تنفيذا لذلك المشروع!