قاسم محمد
بينما يستعد باراك أوباما لمغادرة البيت الأبيض، يشتد التنافس بين المرشحة الديقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد
ترامب. وُصفت هذه الانتخابات بالأكثر مصيريّة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وسط "حرب استطلاعات"
حارقة عشية الاقتراع، يرجّح مراقبون أن تكون نسب التصويت غير مسبوقة، لتزيد مرتين على
انتخابات 2012. وفي الوقت نفسه تحيط مخاوف أمنية بالتحضيرات لدخول الرئيس الأميركي
الـ45 البيت الأبيض خاصة بعد إنزال ترامب من على المنصة إثر تهديد كاذب بالقتل عندما
صاح شخص قائلاً "مسدس"، خلال شجار مع محتجّ رفع لافتة كُتب عليها "جمهوريون ضد ترامب"..
أحدث استطلاع رأي أعدّته شبكة "أن
بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" يشير إلى تقدّم كلينتون بفارق 4 نقاط
على ترامب: 44-40، بعدما منح استطلاع أعدّته شبكة "أي بي سي" وصحيفة "واشنطن
بوست" المرشحة الديموقراطية تقدّماً بخمس نقاط: 48-43. وكان استطلاع نُشرت نتائجه
الجمعة الماضي، منح وزيرة الخارجية السابقة 47 في المئة من نيات التصويت، في مقابل
44 في المئة للبليونير النيويوركي.
لكن شبكة "سي بي أس" أكدت أن
المرشحَين باتا متعادلين في ولايتَي أوهايو وفلوريدا. ورغم أن محللين رجحوا كفّة
كلينتون إلا أن بعضهم مثل خبير التحليلات الانتخابية الأميركية نايت سيلفر قال إن موقعها
"هشّ، لأنها نالت 44 في المئة فقط من نيات التصويت، ما يعني أن المترددين قد يصوّتون
في أيٍّ من الاتجاهين".
وبعد تلويح المرشح الجمهوري، سابقاً، بالامتناع
عن الاعتراف بفوز كلينتون، متحدثاً عن "تزوير" الاقتراع، تعهد نائبه مايك
بنس أن تقبل حملة ترامب "نتيجة واضحة" للانتخابات، مستدركاً أن الحملتين
"تحتفظان بكل الحقوق والتعويضات، في حال وجود نتائج محلّ نزاع".
لن تتغير الأمور كثيرا سواء انتخبت كلينتون
أو ترامب، إلا إذا حدثت مفاجآت كبيرة. ففي النهاية هناك المؤسسة هي التي تحكم. والرئيس
ليس إلا منفذا لتوجيهاتها، ولا يبقى له سوى هامش صغير لا يتعلق بالقرارات الكبرى.
سيخرج أوباما بعد أن أدار لعبة أمريكية
ماكرة في الشرق العربي. ونجحت أمريكا في إشعال المنطقة العربية وزرع الفوضى، التي
توعدت بها غوداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة، من خلال أدواتها الفعالة في الإعلام
ومواقع التواصل والاقتصاد. وبعد إسقاط بعض الأنظمة منذ عام 2003 في العراق، عادت
وصنعت "ثورات مضادة" أطاحت بأحلام فئات كثيرة كانت تظن أن الأمر انتهى
إلى أحضانها.
يخرج أوباما تاركا وراءه إرثا كبيرا من
المديونيّة حيث قفز إجمالي
الدين الفيدرالي لحكومة الولايات المتحدة متجاوزا عتبة 19 ترليون دولار بزيادة بلغت
نحو 9 تريليونات دولار خلال فترة حكمه.
وبلغ مجموع الديون الاتحادية عندما تولّى
أوباما منصب الرئاسة في الـ 20 من شهر جانفي/ كانون الثاني عام 2009 مقدار 10.6 تريليون
دولار. وبحسب أحدث البيانات الإحصائية، فإن الدّين أصبح أكثر من 19 ترليون دولار، ما
يعني أن الدين الفيدرالي ارتفع منذ تولي أوباما منصبه بنسبة 78.9% أو 8.4 تريليون دولار.
هذا الواقع قد يكون سببا في تفجير اتحاد الولايات الخمسين ونهاية أمريكا.
ينقل كثيرون عن أوباما هوسه بنهاية أمريكا
معه هو. وقد القتطت الكاميرات مرة بيده كتابا عنوانه: "عالم ما بعد نهاية أمريكا"
وهو ينزل من الطائرة. والكتاب المثير يتحدث
عن نهاية الإمبراطورية الأمريكية الماسونية وصعود دولة أخرى في الشرق الأوسط لتحكم
العالم وتدمر أمريكا وطفلتها المدللة اسرائيل.
والكتاب، الذي ألّفه فريد رفيق زكريا وهو
رجل مسلم من الهند يعمل محررا في النيوزويك، يتحدث عن مؤشرات تكاد تلامس اليقين بأن
نهاية أمريكا ستحل قريبا لارتباطها بنهاية الأنظمة التابعة لها، وستصعد دولة إسلامية
على انقاض المشروع الصهيوأمريكي.
والحديث عن نهاية أمريكا يعيدنا إلى
كتاب أوباما نفسه Dreams from my Father "أحلام من أبى" الذي نشر فى يوليو 1995، واعتبرت مجلة تايـــم
الأمريكيه الكتاب أفضل مذكرات لرجل سياسي كتب فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدث أوباما في هذا الكتاب عن رؤيا
عظيمة فى أثناء رحلة له لبلدة أبيه فى كينيا على هضبة الحبشه. أثناء ركوبه القطار فى
الإتجاه للقرية، كان يستمع لأصوات القطار وأنفاس إخوته حوله ويفكر فى حكايات جده فى
كينيا، ثم غط فى النوم، وبدأت الرؤيا.
يقول باراك أوباما: " كنت أمشى فى طرق قرية والدي، وكان هناك
أطفال يلعبون أمام الأكواخ المستديرة، لا يلبسون إلا ملابس من خرز، وكان هناك عديد
من رجال مسنين يلوِّحون لبارك أوباما كلما مرّ بجوار مجموعة منهم، ولكن حين بدأت أمشى
مسافات أبعد من هذا، وجدت الناس ينظرون لشيء خلفى بخوف، ويجرون ليحتموا داخل أكواخهم
كلما مررت بهم. سمعت زئير فهد، وبدأت أجرى باتجاه الغابة. تعثرت قدماي فى الجذور والفروع
وأشجار كروم العنب، حتى أخذ مني التعب والإنهاك مأخذا، سقطت على ركبتيَّ فى وسط غرفة
مشرقة، وأنا ألهث لأتنفس، التفتُّ حولى لأجد اليوم تحول من النهار إلى ليل مظلم، وشخص
طويل القامة يلوِّح فى الأفق، طويل مثل الأشجار، يلبس فقط قطعة قماش تغطى خاصرته ومنطقة
العانة، ويلبس قناعا شبحيًّا، ثم نظر إليَّ بعينيه الهامدان شبه الميتة نظرة ملل. ثم
سمعت صوتا مدويا مكتفيا بالقول "إن الزمان قد حان"، وكامل جسدي بدأ
يهتزّ بعنف مع الصوت، كما لو كان جسدى يتفكك".
هذه الرؤيا وجدت رواجا واسعا وبرّرت كل
ذلك الهوس بنهاية أمريكا لدى أوباما. لكن الرؤيا التي لم ينْسَها الرجل رغم كل تلك
السنين الطويلة التي مرت عليها، تعني أن شيئا كبيرا سيحدث لأمريكا مع نهاية ولاية
أوباما.
تخبر الرؤيا أن هذا الطفل الفقير فوق هضاب
كينيا سوف يكون له شأن كبير بين الناس وتعلو مكانته. وأثناء مجده وعلو شأنه، سوف يحدث
أمر جلل وشيء كبير ولن يكون هناك مهرب من هذا القدر. وهذا الأمر سيغيّر كل شيء وسيقلب
النهار ليلا. أي أنه سيتحول الخير والنعيم والرخاء إلى كرب وهلاك ودمار.
تحقق الجزء الأول من الرؤيا الذي يعلن وصول
أوباما إلى المنصب الرفيع في الولايات المتحدة الأمريكية عندما دخل تلك الغرفة
المشرقة بعد جهد جهيد وتعثرات.. وحسب مفسرين، فإن الرجل الطويل هو المسيح الدجال
الذي كان يلبس قناعا شبحيا. أما الصوت المدوي الذي أعلن أن الزمان قد حان فهو إعلانٌ
عن موعد خروج الدجّال ثم ظهور الأمام المهدي وعودة المسيح.
هذه الرؤيا تتطابق مع روايات دينية
كثيرة إسلامية ومسيحية وغير ذلك تتحدث كلها عن هلاك أعداد كبيرة من البشر وخروج
الدجّال في آخر الزمان، وظهور المهدي لاحقا لبناء الدولة الإسلامية العالمية التي
تحث عنها كتاب "ما بعد نهاية أمريكا" الذي أشرنا إليه قبل قليل. لكنها
في المقابل تتطابق أيضا مع خرائط ومسلسلات وألعاب تصدر في أمريكا والغرب، يُعتقد
أن وراءها الماسونية، وتتوقع أحداثا عظيمة منذ سنة 2000 أو حتى قبل ذلك، مثل ضرب
برجي التجارة وإعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وظهور داعش و"ثورات الربيع
العربي" والحرب السورية و"الثورات المضادة".. والاختلاف هو فيما سيحدث
بعد ظهور الدجّال وبناء النظام العالمي الجديد لتكون عاصمته القدس بعد دمار
أمريكا. فبينما تتحدث الأديان عن ظهور المهدي أو المخلص لإسقاط نظام الدجال وقتله،
ثم بناء الدولة الإسلامية العالمية، تتوقف الماسونية عند الحرب النووية ونهاية أمريكا
وخروج الدجال وتدمير الأديان ونشر الفساد على أوسع نطاق ثم بعد ذلك فرض القوانين
الجديدة بالقوة..
عظيمة هي رؤيا أوباما لو تحققت.. لكنها
مرعبة أيضا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق