الاثنين، 28 نوفمبر 2016

الصوت الروسي.. والهلع الأوروبي




قاسم محمد


وصف الاتحاد الأوروبي وكالة "سبوتنيك" وقناة "آر تي" الروسيتين بأنهما "الأكثر خطورة"، واعتبرهما مع صندوق "روسكي مير" ومنظمة “روس سوترودنيتش " جهات تمثل تهديدات أساسية على الاتحاد الأوروبي وشركائه في شرق أوروبا..
كثيرا ما تباهى الرسميون الأوروبيون بإعلامهم القوي ووعي شعوبهم ولم يتوقفوا عن رفع شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير. غير أنه يتبيّن اليوم أنها كانت مجرد شعارات وأن الحقيقة لها وجه آخر. فرغم العقود الطويلة من غسيل الأدمغة المستمر إلا أن ذلك لا يبدو أنه نجح في تغييب وعي الكثير من الناس. ولذلك صدر بيان الاتحاد الذي يبدو غريبا عند البعض لكنه عادي بالنسبة لمن خبر العمق المعرفي الذي قامت عليه الثقافة الغربية.
لم تنجح تماما عمليات التحكم عن بعد من خلال الضخ الإعلامي الكثيف. وكان لابد من فرض وصاية مباشرة على عقول الجمهور المتململ. اقترح البرلمان الأوروبي تعزيز "التواصل الاستراتيجي" والتركيز على إثارة الوعي والتثقيف والإعلام المحلي والإلكتروني وإعلام التحقيق ومحو الأمية الإعلامية خوفا على شعوبه من "التضليل الإعلامي" بعد أن توهم خريجو البروباغندا الغربية أنه كيان حضاري متقدم يتعلمون منه الوعي و الحرية. بدا البيان الأوروبي كما لو أنه صادر عن نظام استبدادي قروسطي يخوِّف شعبه ممن تداعيات متابعة إعلام آخر غَيْر إعلامه ويؤكّد "أن على الاتحاد الأوروبي أن يواجه حملات التضليل والدعاية من بلدان مثل روسيا وأطراف مثل "داعش" و"القاعدة" ومجموعات إرهابية جهادية أخرى عنيفة". وإدخال أسماء تنظيمات إرهابية ليس إلا محاولة لتعويم المسألة وخلط الأوراق.
لم يتوقف القرار الأوروبي الذي حمل عنوان: "التواصل الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي حول كيفية مواجهة دعاية دول ثالثة"، والذي تقدمت به النائبة البولونية آنا فوتيغا، عند مسألة الإعلام، بل تجاوز ذلك إلى مهاجمة بعض الأحزاب والمنظمات قائلا إن "روسيا تقدم الدعم المالي للأحزاب السياسية والمنظمات المعارضة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتستخدم عامل العلاقات الثنائية من أجل التفريق بين أعضاء الحلف". وهذا يذكرنا بخطاب بعض الأنظمة المستبدة التي تلجأ إلى تبرير ضعفها بالحديث عن المؤامرة والاستهداف، ليس لأن المؤامرة أو الاستهداف أشياء غير موجودة، ولكن لأن مثل هذه الأشياء لا يشكو منها إلا الضعفاء.
الشكوى الأوروبية تعني أن الإعلام الروسي أصبح قويا ومؤثرا وقادرا على الوصول إلى بيوت الجمهور بعد أن تخلّص من انغلاقه وجموده وتخلفه وغبائه الذي فرضته عليه الحقبة السفياتية. وتعني أيضا أن أوروبا والغرب فقد هيمنته الإعلامية وقدراته التسويقية لأفكاره ومعلباته وألاعيبه. وبات هناك إعلام منافس قادر على قول ما لا يقال.
والأخطر هو أن جزءً من الشعوب الأوروبية من المثقفين ورجال الفكر أضحى يعي حقيقة خطيرة وهي أن دولهم وبلدانهم باتت مجرد مستعمرات في يد فئة من الرأسماليين الحالمين الذين يخططون لإقامة نظامهم العالمي الجديد المزعوم على أنقاض هذا النظام القائم ودون اعتبار لمصالح شعوبهم. ولأجل إلجام هذا الجزء لابد من  إجراءات ردعية وقمعية للحد من تأثير وصول صوتها إلى الناس. فهي بهذا القرار تصبح أصواتٍ عميلةً تخدم مصالح دولة أجنبية!
يشتد القمع كلّما تسارعت الخُطى نحو الهاوية. لكن في الحالة الأوروبية ربما كانت المسألة مرتبطة بالاستعداد لصدام محتمل مع روسيا القوية والمسلحة جيّدا..



الأحد، 20 نوفمبر 2016

عبدة الشيطان.. الخطر القادم

 
مشهد من فيلم "لوسيفر"


قاسم محمد


"أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ". يس، 60.
لا يمكنك محاربة أية فكرة شريرة إلا بفكرة خيرة أكثر قوة وتماسكا. وعندما تغيب المناعة الفكرية والروحية، فإن النتيجة هي تمدد الأفكار والمعتقدات الخاطئة والشريرة والمدمّرة. وانتشار عبادة الشيطان بين الشّباب، هذه الأيام، هو نتيجة طبيعية لذلك الفراغ الفكري والروحي الذي يعيشونه. وهو شيء لم يأت صدفة، بل عملت عليه الأنظمة الحاكمة الخاضعة لجهة خفية واحدة من خلال مناهجها التربوية وإعلامها والثقافة التي تروج لها..
عبادة الشيطان هي أسوأ ما يمكن أن يجتاح مجتمعاتنا. فكرة يدعو أصحابها إلى عبادة إبليس وممارسة الشر بكل أشكاله. وهي قد تعني معصية الله واتباع الأهواء أو الأفكار الفاسدة. وقد تعني اعتبار إبليس إلها يستحق العبادة والتقرب إليه، وهي بهذا المعنى دين ضد الأديان، له أتباع في كل مكان من العالم، وهم يمارسون طقوسا مرتبطة بكل ما هو قذارة ونجاسة: جنس بكل الأشكال، مخدرات، دماء، نجاسات، قراءة كتب مقدسة بالمقلوب، تدنيس هذه الكتب، قتل، انتحار..
والإبليسية الشيطانية قسمان: إلحادية لا تؤمن بالله ولا بالشيطان. ولكن الشيطان، بالنسبة لها، مجرد رمز للثورة والتمرد ويقدسونه على هذا الاساس. وروحانية تعتبر إبليس إلها وتعبده من خلال طقوس مشتّتة ومختلفة يجمع بينها الجنس والدم والقذارات والإساءة للكتب المقدسة..
لكن عبادة الشيطان ليست دينا جديدا، بل هي قديمة نجدها لدى البابليين والفراعنة من خلال الإله ست أو ساتان في مقابل إله الخير أوزوريس. أو المجوسية التي تؤمن بالهين أهورامازدا إله الخير وأهريان إله الشر. أو الرومان من خلال فرق كثيرة أشهرها الكثارية.
وفي التاريخ العربي كانت المقنعة والخرامية فرق تعبد الشيطان ظهرت زمن المنصور العباسي. كما ظهرت تيارات تعطي إبليس مكانة خاصة فكان الحلاج يقول إن ابليس لم يرتكب جرما برفضه السجود لآدم.. كما أن من المتصوفة من يعتبر إبليس مظهرا لجلال الله... ورغم أن الأيزيديين في العراق يقولون إنهم موحِّدون يعبدون الله، إلا أنهم يعتبرون الشيطان كائنا مقدسا كافأه الله على عبادته وجعله كبير الملائكة..
أما في الغرب الحديث، فإن أليستر كراولي (ت:1941) هو مؤسس ديانة عبادة الشيطان المعاصرة. أسّس جمعية "النجم الفضّي" وطُرد من ايطاليا ثم وُجد ميتا بين حقن المخدّرات وزجاجات الخمر. وضع كراولي خمس نظريات لنشر دينه الشيطاني تعتمد على توريط الأسر واستقطاب الشباب المتمرد واستخدام أساليب الغواية.. أما أول من أسس كنيسا شيطانيا، فهو اليهودي الأمريكي أنطون ساندور ليفي (ت: 1997). وقد وضع كتابا سماه "الانجيل الشيطاني" يدعو إلى الإباحية والشر باسم الحرية...

واليوم تعتبر عبادة الشيطان جزء من عقيدة "المتنورين" الماسون الذين يحكمون العالم من خلال وكلائهم الحكام ورجال الأعمال والكُتَّاب الكبار والمطربين والممثلين، الخ... وهي الخطر القادم الذي يُراد تعميمه على العالم.

شرب الدم.. أحد طقوس عبدة الشيطان!

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

غورباتشوف آخر.. في البيت الأبيض!











قاسم محمد


ثمة شيء غامض في وصول ترامب إلى البيت الأبيض. طوال حملة الانتخابات الأمريكية لم يكن هناك شيء يشير إلى فوزه. حتى الربع ساعة الأخير، كانت كلينتون متقدمة عليه رغم قرار إعادة فتح ملف بريدها الالكتروني. لم يستبعد كثيرون تعرض الانتخابات إلى تزوير فخم وخفي.
لم يتحدث أحد من مرشحي الرئاسة بالصراحة التي تحدث بها ترامب. أطلق لسانه ضد كل المختلفين عنه؛ النساء، والسود، والعرب، والمسلمون.. لكنه كان في الحقيقة يعبر عن آراء طيف واسع من الأمريكيين.
خطاب ترامب المعادي للآخر المختلف عنه يستدعي صورة الزعيم النازي آدولف هتلر. كلاها ألمان. وكما هو معروف في التاريخ الحديث يتباهي الألمان بأنفسهم كثيرا. ربما تعود المسألة إلى فلاسفتهم الذين كانوا غارقين في شوفينية لا تضاهي. فالجرمان حسب هيغل هم نهاية التاريخ. وهم عند نيتشه رمز القوة.. وعندما جاء هتلر استثمر في هذا التراث المفعم بالغرور، وحوّل شعبه إلى أداة في حروبه الكثيرة التي دمّرت ألمانيا ووضعت حدًّا لحياته في النهاية.
تكاد الصورة تكون مشابهة عند ترامب. يتحدث عن إعادة الاعتبار لعظمة أمريكا، ويجاهر بمعاداة المهاجرين، ويقول إنه سيطردهم فور استلامه المنصب، ويعد ببناء سور على الحدود مع المكسيك وجعلها تدفع تكاليفه.
لكنه، في المقابل وعلى عكس هتلر، ألقى الكثير من قصائد الغزل في اليهود. رفض التمويل اليهودي، لكنه ذهب إلى الأيباك مثل أي مرشح أمريكي لنيل صك العبور. قال كلاما عن إسرائيل يفوق ما قاله أي رئيس أميركي قبله. أكد أنه الصديق الأكثر إخلاصا، وأنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس "العاصمة الأبدية لإسرائيل" حسب زعمهم، وأنه سيمزق الاتفاق الإيراني، ويجبر الفلسطينيين على تقديم التنازلات. ثم ختم خطابه الغزلي بالقول إن ابنته متزوجة من يهودي وإن حفيده سيكون يهوديا.
انتقد ترامب الاتفاق النووي مع إيران، وقال إن الولايات المتحدة سمحت لإيران بالوصول إلى 150 مليار دولار من الأموال المجمدة. وقال إن البيت الأبيض لم يتلقّ ضمانات تذكر كجزء من الاتفاق، واقترح إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، ومضاعفة العقوبات التي تفرضها تاريخيا واشنطن على إيران لحملها على تقديم مزيد من التنازلات. لكن الرد الإيراني جاء سريعا وقويّا على لسان رئيس هيئة الأركان اللواء محمد حسين باقري الذي قال إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تلفظ بكلام يفوق قدراته الذهنية وقدرات بلاده العسكرية ونصحه بعدم اختبار قدرات إيران "كي لا يندم". بينما استبعد الرئيس حسن روحاني أن يتمكن ترامب من إلغاء الاتفاق النووي الإيراني "رغم تهديده بذلك" لأنه اتفاق دولي ومصادق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي.
أفرح خطاب ترامب أمام الأيباك الإسرائيليين. كان خطابا مطمئنا لليهود الصهاينة. اندفع قادة الكيان الغاصب إلى توزيع الحلوى بعد أن تأكدوا من انتهاء حلم الدولتين والشروع بتوسيع سرطان المستوطنات، والاستعداد للانتقال إلى القدس. وبعد إعلان فوزه احتفى به عدد من أبرز المرجعيات الدينية اليهودية في إسرائيل. قال الحاخام ديفيد كوك، الذي يعد من المرجعيات الدينية في إسرائيل، إن ترامب يشبه يوشع بن نون، الذي قاد اليهود قبل ألفي عام في المعركة التي أفضت للقضاء على "العمالقة". ونقل موقع "واللا"، الأحد 13/11/16، عن مقربين للحاخام كوك، قولهم إن الحاخام “صام لمدة ثلاثة أيام قبل الانتخابات، من أجل الابتهال للرب حتى لا تفوز المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون". أما الحاخام مئير مزوز، الذي يعد المرجعية الرئيسة التي يخضع لها آرييه درعي، رئيس حركة "شاس" ووزير الداخلية، فقال إنه "قد حدثت لنا معجزة، فترامب لن يضغط على إسرائيل كما فعل الرئيس الكوشي (الأسود)". ونقل الموقع ذاته عن مزوز، المغربي الأصل، قوله في موعظة أمام تلاميذه: "بعد انتخاب ترامب فسيكون بوسعنا البناء في كل مكان رغم أنف أعدائنا وكارهينا". وأضاف قائلا لأوباما دون أن يذكر اسمه: "أيها الكوشي، انتهى أمرك، غادرنا، حان وقت من هو أفضل منك". بل إن الموقع ادعى أن عددا من كبار الحاخامات توقعوا فوز ترامب قبل وقت طويل، مثل الحاخام روني هكوهين، الذي توقع قبل نصف عام فوزه، والحاخام نتنئيل شريكي، الذي ادعى أن الأنفاق، التي تحفرها حركة حماس، تنهار بفعل "صلواته"!
لكن فوز ترامب لم يمرَّ بهدوء داخل الولايات المتحدة. ففور إعلان ذلك، دعت منظمة MoveOn.org الأمريكية المؤيدة للديمقراطيين إلى مظاهرات عَمَّت المدن الأمريكية ضد "الرئيس المنتخب" تحت شعار "الديمقراطية تعمل" لأنه يشكل تهديدا للمجتمع الأمريكي بسبب كراهيته للغرباء والمسلمين وتمييزه على أساس الجنس كما قالت هذه المنظمة التي تحصل على تمويلها من عدة مصادر أهمها الملياردير اليهودي جورج سوروس حسب موقع ويكيليكس.
فهذا الملياردير اليهودي متهم بالتورط في تمويل "الثورات" في دول أوروبا الشرقية وجورجيا وأوكرانيا التي قام فيها الرئيس بيترو بوروشينكو في عام 2015، بتقليده "وسام الحرية". لكن هذه المنظمة ليست هي الوحيدة التي تحرك تلك المظاهرات بل هناك منظمات أخرى غير حكومية.
تشعر في قرارة نفسك أن اليهود يحضّرون لشيء ضخم ضد الكيان الأمريكي. فهم الحاكمون الفعليون لها وهم المالكون الحقيقيون لعملتها وبنوكها وذهبها وشركاتها الكبرى. وبإمكانهم فعل أي شيء في أرض يعتبرونها وطنا مؤقتا لأن وطنهم النهائي هو فلسطين كما يزعمون، وهم يملكون أجنداتهم الخاصة التي قد يقومون أحيانا بتسريب أشياء عنها.

تبدو الولايات المتحدة الأمريكية أمام لحظة فارقة ومرحلة جديدة غامضة كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. فهل يكون ترامب غورباتشوف الولايات المتحدة الأمريكية؟

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

بشارة أوباما العظيمة!




قاسم محمد



بينما يستعد باراك أوباما لمغادرة البيت الأبيض، يشتد التنافس بين المرشحة الديقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. وُصفت هذه الانتخابات بالأكثر مصيريّة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وسط "حرب استطلاعات" حارقة عشية الاقتراع، يرجّح مراقبون أن تكون نسب التصويت غير مسبوقة، لتزيد مرتين على انتخابات 2012. وفي الوقت نفسه تحيط مخاوف أمنية بالتحضيرات لدخول الرئيس الأميركي الـ45 البيت الأبيض خاصة بعد إنزال ترامب من على المنصة إثر تهديد كاذب بالقتل عندما صاح شخص قائلاً "مسدس"، خلال شجار مع محتجّ رفع لافتة كُتب عليها "جمهوريون ضد ترامب"..
أحدث استطلاع رأي أعدّته شبكة "أن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" يشير إلى تقدّم كلينتون بفارق 4 نقاط على ترامب: 44-40، بعدما منح استطلاع أعدّته شبكة "أي بي سي" وصحيفة "واشنطن بوست" المرشحة الديموقراطية تقدّماً بخمس نقاط: 48-43. وكان استطلاع نُشرت نتائجه الجمعة الماضي، منح وزيرة الخارجية السابقة 47 في المئة من نيات التصويت، في مقابل 44 في المئة للبليونير النيويوركي.
لكن شبكة "سي بي أس" أكدت أن المرشحَين باتا متعادلين في ولايتَي أوهايو وفلوريدا. ورغم أن محللين رجحوا كفّة كلينتون إلا أن بعضهم مثل خبير التحليلات الانتخابية الأميركية نايت سيلفر قال إن موقعها "هشّ، لأنها نالت 44 في المئة فقط من نيات التصويت، ما يعني أن المترددين قد يصوّتون في أيٍّ من الاتجاهين".
وبعد تلويح المرشح الجمهوري، سابقاً، بالامتناع عن الاعتراف بفوز كلينتون، متحدثاً عن "تزوير" الاقتراع، تعهد نائبه مايك بنس أن تقبل حملة ترامب "نتيجة واضحة" للانتخابات، مستدركاً أن الحملتين "تحتفظان بكل الحقوق والتعويضات، في حال وجود نتائج محلّ نزاع".
لن تتغير الأمور كثيرا سواء انتخبت كلينتون أو ترامب، إلا إذا حدثت مفاجآت كبيرة. ففي النهاية هناك المؤسسة هي التي تحكم. والرئيس ليس إلا منفذا لتوجيهاتها، ولا يبقى له سوى هامش صغير لا يتعلق بالقرارات الكبرى.
سيخرج أوباما بعد أن أدار لعبة أمريكية ماكرة في الشرق العربي. ونجحت أمريكا في إشعال المنطقة العربية وزرع الفوضى، التي توعدت بها غوداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة، من خلال أدواتها الفعالة في الإعلام ومواقع التواصل والاقتصاد. وبعد إسقاط بعض الأنظمة منذ عام 2003 في العراق، عادت وصنعت "ثورات مضادة" أطاحت بأحلام فئات كثيرة كانت تظن أن الأمر انتهى إلى أحضانها.
يخرج أوباما تاركا وراءه إرثا كبيرا من المديونيّة حيث قفز إجمالي الدين الفيدرالي لحكومة الولايات المتحدة متجاوزا عتبة 19 ترليون دولار بزيادة بلغت نحو 9 تريليونات دولار خلال فترة حكمه.
وبلغ مجموع الديون الاتحادية عندما تولّى أوباما منصب الرئاسة في الـ 20 من شهر جانفي/ كانون الثاني عام 2009 مقدار 10.6 تريليون دولار. وبحسب أحدث البيانات الإحصائية، فإن الدّين أصبح أكثر من 19 ترليون دولار، ما يعني أن الدين الفيدرالي ارتفع منذ تولي أوباما منصبه بنسبة 78.9% أو 8.4 تريليون دولار. هذا الواقع قد يكون سببا في تفجير اتحاد الولايات الخمسين ونهاية أمريكا.
ينقل كثيرون عن أوباما هوسه بنهاية أمريكا معه هو. وقد القتطت الكاميرات مرة بيده كتابا عنوانه: "عالم ما بعد نهاية أمريكا"  وهو ينزل من الطائرة. والكتاب المثير يتحدث عن نهاية الإمبراطورية الأمريكية الماسونية وصعود دولة أخرى في الشرق الأوسط لتحكم العالم وتدمر أمريكا وطفلتها المدللة اسرائيل.
والكتاب، الذي ألّفه فريد رفيق زكريا وهو رجل مسلم من الهند يعمل محررا في النيوزويك، يتحدث عن مؤشرات تكاد تلامس اليقين بأن نهاية أمريكا ستحل قريبا لارتباطها بنهاية الأنظمة التابعة لها، وستصعد دولة إسلامية على انقاض المشروع الصهيوأمريكي.
والحديث عن نهاية أمريكا يعيدنا إلى كتاب أوباما نفسه Dreams from my Father "أحلام من أبى" الذي نشر فى يوليو 1995، واعتبرت مجلة تايـــم الأمريكيه الكتاب أفضل مذكرات لرجل سياسي كتب فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدث أوباما في هذا الكتاب عن رؤيا عظيمة فى أثناء رحلة له لبلدة أبيه فى كينيا على هضبة الحبشه. أثناء ركوبه القطار فى الإتجاه للقرية، كان يستمع لأصوات القطار وأنفاس إخوته حوله ويفكر فى حكايات جده فى كينيا، ثم غط فى النوم، وبدأت الرؤيا.
يقول باراك أوباما: " كنت أمشى فى طرق قرية والدي، وكان هناك أطفال يلعبون أمام الأكواخ المستديرة، لا يلبسون إلا ملابس من خرز، وكان هناك عديد من رجال مسنين يلوِّحون لبارك أوباما كلما مرّ بجوار مجموعة منهم، ولكن حين بدأت أمشى مسافات أبعد من هذا، وجدت الناس ينظرون لشيء خلفى بخوف، ويجرون ليحتموا داخل أكواخهم كلما مررت بهم. سمعت زئير فهد، وبدأت أجرى باتجاه الغابة. تعثرت قدماي فى الجذور والفروع وأشجار كروم العنب، حتى أخذ مني التعب والإنهاك مأخذا، سقطت على ركبتيَّ فى وسط غرفة مشرقة، وأنا ألهث لأتنفس، التفتُّ حولى لأجد اليوم تحول من النهار إلى ليل مظلم، وشخص طويل القامة يلوِّح فى الأفق، طويل مثل الأشجار، يلبس فقط قطعة قماش تغطى خاصرته ومنطقة العانة، ويلبس قناعا شبحيًّا، ثم نظر إليَّ بعينيه الهامدان شبه الميتة نظرة ملل. ثم سمعت صوتا مدويا مكتفيا بالقول "إن الزمان قد حان"، وكامل جسدي بدأ يهتزّ بعنف مع الصوت، كما لو كان جسدى يتفكك".
هذه الرؤيا وجدت رواجا واسعا وبرّرت كل ذلك الهوس بنهاية أمريكا لدى أوباما. لكن الرؤيا التي لم ينْسَها الرجل رغم كل تلك السنين الطويلة التي مرت عليها، تعني أن شيئا كبيرا سيحدث لأمريكا مع نهاية ولاية أوباما.
تخبر الرؤيا أن هذا الطفل الفقير فوق هضاب كينيا سوف يكون له شأن كبير بين الناس وتعلو مكانته. وأثناء مجده وعلو شأنه، سوف يحدث أمر جلل وشيء كبير ولن يكون هناك مهرب من هذا القدر. وهذا الأمر سيغيّر كل شيء وسيقلب النهار ليلا. أي أنه سيتحول الخير والنعيم والرخاء إلى كرب وهلاك ودمار.
تحقق الجزء الأول من الرؤيا الذي يعلن وصول أوباما إلى المنصب الرفيع في الولايات المتحدة الأمريكية عندما دخل تلك الغرفة المشرقة بعد جهد جهيد وتعثرات.. وحسب مفسرين، فإن الرجل الطويل هو المسيح الدجال الذي كان يلبس قناعا شبحيا. أما الصوت المدوي الذي أعلن أن الزمان قد حان فهو إعلانٌ عن موعد خروج الدجّال ثم ظهور الأمام المهدي وعودة المسيح.
هذه الرؤيا تتطابق مع روايات دينية كثيرة إسلامية ومسيحية وغير ذلك تتحدث كلها عن هلاك أعداد كبيرة من البشر وخروج الدجّال في آخر الزمان، وظهور المهدي لاحقا لبناء الدولة الإسلامية العالمية التي تحث عنها كتاب "ما بعد نهاية أمريكا" الذي أشرنا إليه قبل قليل. لكنها في المقابل تتطابق أيضا مع خرائط ومسلسلات وألعاب تصدر في أمريكا والغرب، يُعتقد أن وراءها الماسونية، وتتوقع أحداثا عظيمة منذ سنة 2000 أو حتى قبل ذلك، مثل ضرب برجي التجارة وإعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وظهور داعش و"ثورات الربيع العربي" والحرب السورية و"الثورات المضادة".. والاختلاف هو فيما سيحدث بعد ظهور الدجّال وبناء النظام العالمي الجديد لتكون عاصمته القدس بعد دمار أمريكا. فبينما تتحدث الأديان عن ظهور المهدي أو المخلص لإسقاط نظام الدجال وقتله، ثم بناء الدولة الإسلامية العالمية، تتوقف الماسونية عند الحرب النووية ونهاية أمريكا وخروج الدجال وتدمير الأديان ونشر الفساد على أوسع نطاق ثم بعد ذلك فرض القوانين الجديدة بالقوة..

عظيمة هي رؤيا أوباما لو تحققت.. لكنها مرعبة أيضا!