قاسم محمد
يخطئ من يظن أن أمريكا تحكم العالم، أو أنها دولة مستقلة تقرر مصيرها
بنفسها. الولايات المتحدة الأمريكية ليست، في واقعها، إلا مستعمرة ضخمة لأصحاب
رؤوس الأموال العابرة للقارات. وأمريكا في ذلك لا تختلف عن أي دولة في العالم تخضع
لسلطة رأس المال المحمي بقوة القانون وبالارتباط التنظيمي وبالصفقات السرية. فالذين
يملكون رؤوس الأموال الضخمة هم الذين يسمحون أو يحددون من يصبح رئيسا أو حاكما في
البيت الأبيض.
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الهدف التالي لرؤوس الأموال
الكبيرة، وهي في معظمها يهودية، من أجل تخريبها وتدميرها وتحويلها إلى ولايات
أمريكية منقسمة ومدمّرة من أجل التخلص منها بعد أن انتهى الدور الذي أوكل إليها
طوال القرون الثلاثة الأخيرة. كانت أمريكا طوال المرحلة الماضية القاعدة الأساسية
التي استخدمها اليهود لمراكمة الثروة والسيطرة على العالم وإدارة الصراعات بشكل
خفي لا ينتبه إليه إلا من غاص في عوالمهم الخفية.
جورج سوروس هو أحد هؤلاء الرأسماليين الكبار الذين يرسمون المشهد
الجديد. بدأ حياته نادلا، ويوصف بأنه "عبقري المضاربة". غير أن العارفين
يقولون إن روتشيلد هو مصدر ثروته وهو الداعم الأول له. أو لنقل إنه أحد موظفي
روتشيلد الكبار. تقدم عائلة روتشيلد منح لمنظمة كوانتم وهي شركة استثمارات خاصة من
شركات الأوف شور يملكها جورج سورس. كما أن مدير بنك سوسيتيه جنرال المملوك لسوروس،
مايكل شيكوريل، هو عضو في أحدى شركات عائلة روتشيلد، وأحد شركاء سوروس كذلك هو
جيمس غولد سميث كذلك من المرتبطين بعائلة روتشيلد. ويقول الجيوسياسي ويليام انجدال أن نجاح جورج
سوروس وثراؤه الفاحش ليس نتيجة الحظ بل بسبب الدعم السري له من عائلة روتشيلد.
يبدو سوروس واحدا من هؤلاء اليهود المتحكمين باللعبة الإعلامية
والسياسية في أمريكا والعالم. اشترى مؤخرا 341 سهما في الفيسبوك، وهو أكبر ممول
وداعم للمنظمات غير الحكومية المعروفة بمنظمات المجتمع المدني المفتوح وله مؤسسة
باسم Soros Open Society.
وهو أيضا ممول فريدوم هاوس وNED
والصندوق الوطني للديمقراطية ومركز أبحاث كارنيجي وهو كذلك يقدم تبرعات ضخمة
لمنظمة هيومان رايتس ووتش Human
Rights Watch.
كان لسوروس الدور الأكبر في الثورات الملونة المختلفة التي أطاحت
بكثير من الأنظمة من جورجيا إلى أوكرانيا، ومن أوروبا الشرقية الى العالم العربي.
وقد أكد الرئيس الجورجى السابق إدوارد شفاردنادزه ذلك عقب تنحيه عن السلطة تحت ضغط
المعارضة الجورجية واتهم شيفاردنادزه صراحة جورج سورس بتدبير الانقلاب، وتمويل
المعارضة اليمينية في جورجيا، ثم تنظيم انتخابات توصل من يريد إلى الحكم على غرار
ما حدث في يوغسلافيا.
وفي تونس كشفت تقارير أمنية رسمية عن وقوف جورج
سوروس وراء تمويل 50 جمعية تونسية بعضها ينشط في مجال مكافحة الفساد وأخرى ذات
صبغة حقوقية قضائية.
وقالت تلك التقارير أن تمويلات تحصلت عليها جمعيات
تونسية من منظمات أمريكية وألمانية وأنقليزية تبين أنها تحت إشراف جورج سوروس
وتراوحت التمويلات التي تم صرفها بين 20 ألف و100 ألف دولار سنويا لكل جمعية منذ
سنة 2011.
ويبدو أن الدور الآن على أمريكا نفسها. فمن المعروف عن سوروس دعمه
للحزب الديمقراطي الأمريكي. فهو من دعم أوباما ومول حملاته الانتخابية للوصول
للحكم ولا شك في تأثيره المباشر في سياسات البيت الأبيض. وهو الآن يموّل المظاهرات والاحتجاجات المستمرة
ضد ترامب من خلال دعمه للديمقراطيين. ولا شك أنه دعم له أهدافه الكبرى.
في حديث له في شباط / فيفري 2016 قال سورس، الذي لا يخفي انتماءه
للماسونية، إن أغنياء العالم الـ52 هم في الأصل من العوائل اليهودية الحاكمة في "إسرائيل"
وينحدرون من عوائل الأسباط الأثنى عشر. مشيرآ إلى أمتلاكهم لـ 19 تريليون من النقد
في العالم.
وقال إن "هذه العوائل هي من تتحكم في العالم وهم من يسيرونة حسب
رغباتهم ويتحكمون بالسياسة النقدية ومنها صندوق النقد الدولى"، مدعيا أن "غالبية
اليهود الأسباط لديهم نسب قديم مع الملكة اليزابيت وعائلة جورج بوش، إضافة إلى
العائلة المالكة في فرنسا، أو أنهم يعودون إلى الأسر الحاكمة".
وأضاف إن "من بين هذه العوائل يوجد 4 عائلات يهودية مسيطرة على
الاقتصاد ككل وعلى صندوق النقد الدولى بالإضافة على استيلائهم على الإعلام
الألماني والأمريكي..". وأن "البعض الآخر يتحكم في تكنولوجية المعلومات
التى من خلالها يتحكمون في مراقبة مشاهير العالم في الفن والاقتصاد من خلال مواقع
التواصل الاجتماعي الخاصة بهم". والأخطر في تصريحاته قوله إنه "تم إنشاء
مركز خاص لمعرفة نقاط القوة والضعف لدى جميع الأشخاص ومُؤكّد في الوقت ذاته أن أسرار
العالم أصبحت كتابا مفتوحا أمامنا". وسوروس يشير بذلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي
والانترنت إضافة إلى سيطرتهم على الأنظمة التي تمدهم بكل ما يحتاجونه من معلومات
أمنية. فبالأساس وجد الفيسبوك والتويتر وغيرهما من أجل التمهيد للثورات الملونة في
أوروبا الشرقية والعالم العربي ومناطق أخرى مثل إيران وأوكرانيا.
جورج سوروس الملياردير الأمريكي اليهودي الخزري، من أصل مجري، باع كل
أسهمه واستثماراته في بنوك كبرى من بينها غولدمان ساكسGoldmanSacs وسيتي غروب
City Group وجاي بي مورغان شايس JP Morgan وويلز فارغو، ومصارف أصغر مثل ريجنز فاينن.
وهذه البنوك وخاصة منها بنوك جولدمان ساكس وسيتي جروب تمول الثورات
الملونة حيث أنها ضمن الرعاة الرسميين لبعض منظمات المجتمع المدني المفتوح منهم
نيد NED كما تمول هذه
البنوك معاهد أبحاث ضخمة منها معهد بروكينجز Brookings ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي CFR ونظيره
الأوروبي شاتام هاوس. وفي المقابل ضاعف جورج سوروس استثماراته في
الذهب حيث بلغت أسهمه في جولد تراست المدعوم بالذهب إلى 884,400 سهما.
والاستثمار في الذهب قد تكون له دلالات أخرى وهي توقع أزمة اقتصادية
كبيرة وانهيار الدولار. وفي الحقيقة لا شيء يحدث صدفة في عالم يتحكم في اتجاهه وفي
كل خطواته مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة المنتظمين في نادي بيلدبيرغ.
يؤمن جورج سوروس مثل بقية الماسون بفكرة النظام العالمي الجديد الذي
يدعو إلى إقامة نظام عالمي موحّد لتوسيع العولمة لنكون أمام عالم واحد وحكومة
واحدة وسوق مشترك واحد وجيش واحد وتعليم واحد ودين واحد.
وذلك النظام العالمي الجديد يحتاج إلى هدم القديم لإقامته على أنقاضه.
ومن هنا حديثهم عن مخططاتهم في الفوضى الخلاّقة والحرب الثالثة والكوارث الطبيعية
والأمراض والأوبئة..
وأمريكا في هذا كله ليست استثناء. فقد كانت مجرد وطن بديل لليهود
النافذين اليوم بثرواتهم الهائلة. وليس مستبعدا أن يفتعلوا ضدها حروبا وكوارث تدمرها
لتسهيل انتقالهم إلى نظامهم المزعوم كما هو واضح في تسريباتهم. أما الوطن النهائي
الذي يتحدثون عنه فهو فلسطين. وهم يريدون أن تكون القدس هي العاصمة للنظام العالمي
الجديد الذي يدْعون إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق