الاثنين، 26 ديسمبر 2016

حروب الجيل السابع.. تكنولوجيا التحكم في العقول ومشاهد العنف المتنقل





قاسم محمد


تتسارع مشاهد العنف والإرهاب التي تتناقلها شبكات التلفزيون ووكالات الأنباء. والخيط الرابط بينها جميعا إظهار الاسلام دينا دمويا لا يخرِّج سوى إرهابيين. من مشهد اغتيال السفير الروسي في أنقرة إلى صور اغتيال المهندس التونسي في صفاقس وصولا إلى عملية دهس مواطنين في برلين.. كان هناك دائما طرفا مسلما، هو في الغالب الطرف القاتل. وعندما يكون هو الطرف المقتول، فإن تهمة الإرهاب تلاحقه دائما ليقال إنه قُتِل لأنه إرهابي.
تبدو التحاليل، التي يلقيها، عبر شاشات التليفزيون، إعلاميون وكُتّاب ومُخْبِرون، سطحية وبسيطة ومكررة. لا حديث عن الخيط الرابط بين كل تلك العمليات. ولا بحث في جهة مفترضة لها أهداف كبيرة تحرك من أجلها الإرهاب على مستوى العالم وتجعل مسرحه أكثر مناطق العالم حيوية وأهمية؛ شمال المتوسط وجنوبه. ولا إدراك أن أكثر ما نعايشه من قتل ومعارك وعمليات إرهابية واغتيالات يشكل منظومة حرب متكاملة تعتمد غسل العقول وتشتيت الأذهان من خلال المشاهد الدموية والأخبار الصادمة. كل ما هنالك حديث عن التطرف الديني وضرورة محاربته وكل ذلك الكلام القديم.
تكثيف المشاهد الدموية سواء كانت حقيقية أو مسرحية هدفه شل قدرة المتلقي على التحليل والتمييز ليضيع المتابع في تفاصيل يومية تتشابه حينا وتتنوع أحيانا. وشل القدرة على التحليل ليس هو الهدف الوحيد بل هناك أهداف أخرى أكبر من ذلك بكثير وهي إسقاط الناس في دائرة الإحباط وكره الذات واتهام الثقافة الخاصة والخروج عن كل ما هو قيم وأخلاقيات ودين.
لم يعد الإسلام، المستهدف بقوة، دينا عقلانيا وإنسانيا وساميا في أعين الجاهلين بحقيقته، بل بات عنوانا للإرهاب والعنف والتخلف. وعندما يتم انتقاء شباب، عرف عنهم الانحراف ولكنهم يحملون صفة العربي المسلم، ليتم استخدامهم في قتل الناس، فإن ذلك يعني أن الهدف تدمير صورة هذا الاسلام الذي يحملون عنوانه. 
يمارس الإعلام بمختلف أدواته أساليب البرمجة العصبية لاقتحام العقل الباطن للمتلقي وإلقاء مجموعة ضخمة من الأفكار والمواقف والأوهام المدمّرة التي تصبح مع الوقت الحقيقة التي لا شك فيها، ليتحول الناس، بذلك، إلى مجموعة من الدمى التي يتم التلاعب بها والتحكم فيها بيسر وسهولة.
غير أن الإعلام لا يمثل سوى جزء من الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية ومن يحكمها خلف الستار، فهي تمارس شكلا آخر أكثر خطورة هو ما يسمونه حروب الجيل السابع التي تحاول جر العالم إلى واقع هولوغرامى خيالى يتم التحكم فيه بدقه.
تختلف حروب الجيل السابع عن حروب «الكيمتريل» أو الحروب البيولوجية، التى يتم من خلالها استحداث أنواع من الميكروبات والفيروسات والغازات السامة وغاز الأعصاب على نحو ما حدث إبان حرب الخليج الأولى، عندما ظهر "مرض الخليج". كما تختلف عن الحروب التى تعتمد اصطناع الكوارث الطبيعية كما فعلوا في اندونيسيا حين تسببوا لها في زلازل وتسونامي.. وتختلف أيضا عن تلك التي تهاجم، عن بُعد، مواقع محدّدة من أجل تدميرها بشكل شامل.
تستهدف حروب الجيل السابع عقل الإنسان بشكل أساسي من أجل السيطرة عليه من خلال استخدام وسائل كثيرة مثل شبكة الأقمار الصناعية المنتشرة فى مدارات الكرة الأرضيّة، التى تقدر أعدادها بالملايين، والتى تستطيع التحكم عن بُعد فيما عُرف بشرائح التحكم البشرى أو RFID و Bio chip.
وشريحة الـ Bio-chip، مثلا، تزرع في معصم اليد اليمنى أو الجبين. وهي ليست فقط بديل عن بطاقة الهوية الشخصية، بل تزرع أيضا من أجل السيطرة والتحكم البشري. وهذه الشريحة هي في حجم حبة الأرز تقريبا إذ يبلغ طولها 11.5 مليميتر.
وقد قامت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتجربتها فعليا على قرابة مليارى شخص، وقد نجحت التجربة بطريقة جعلت الولايات المتحدة تخطط لتعميمها.. بل إن هناك قرارا بأن تشترك تلك الأقمار مع منظومة "إيشلون" للتجسس حول العالم وغيرها من مشاريع القرصنة الحديثة المتعددة، كالقرصنة البيولوجية أو Bio-Hack.
أصبح الإنسان جزءً من منظومة معلوماتية لا معنى للخصوصية فيها. ومن أجل أن تعمل المنظومة لا بد أن يُسجَّل الإنسان باعتباره وحدة ذات رقم تسلسلي، فكل إنسان له تردد كهربي حيوي مستقل عن غيره في المخ، تماماً كما البصمة. والذين تتم زراعة الشريحة في أجسامهم برقم معين، يتم تسجيلهم في مركز يسمى المركز العالمى لتتبع البشرية. وهذا المركز مسؤول عن تخزين بيانات جميع الأشخاص الذين قاموا بزراعة الشريحة داخل أجسادهم، وتتبع خط سيرهم، وتحديد أماكنهم في أية لحظة.
ومن خلال الأقمار الصناعية التجسسية يمكن تصوير الأشخاص حتى داخل المباني والتقاط أصواتهم، كما يمكن قراءة أفكار الأشخاص المزروع لهم الشريحة، بل والسيطرة عليهم كهرومغناطيسيا.
غير أن هناك قدرة مرعبة أخرى للأقمار الصناعية وهي التلاعب بعقل الشخص بواسطة "رسالة" صوتية خفية، وهو صوت ضعيف جداً لا يمكن أن تسمعه الأذن بشكل واعٍ ولكن يستقبله العقل اللاواعي، من أجل دفع الشخص إلى القيام بأي عمل يُراد منه.
وعلى هذا النحو تعتمد حروب الجيل السابع على شرائح أو رقاقات التحكم في البشر. وهى رقاقات يتم إدخالها إلى الجسم بواسطة قاذف لتخترق الجسد دون شعور بالألم. وتستهدف المكان المخصص لها بحسب ما تم برمجتها عليه، مما يعني سهولة زراعتها دون علم الإنسان. فالرقاقة المصنعة بتقنية النانو تحتوي على مكثفات كيميائية وبلاستيك مهجن يشبه المُصل.
أما غلاف الرقاقة، فهو معالج بالهندسة البيولوجية. وتعمل المكثفات الكيميائية كالبطارية. والبلاستيك، المهجن مع الدوائر ليكون جهاز إرسال واستقبال، متوافق مع أنسجة الجسم.
وتلك الشريحة، التي لا يمكن اكتشافها إلا بأشعة الرنين المغناطيسي، يمكن تفجيرها بواسطة جهاز مؤقت داخلي أو بأمر خارجى. بل إنه من الممكن إرسال أوامر صوتية عبر الترددات إلى مركز السمع في الدماغ وتخزين المعلومات.
وهكذا، تستهدف تقنية زراعة الرقائق السيطرة المباشرة على المخ وإعاقة التفكير وشل التركيز، ولأجل ذلك تتم زراعتها في الأذنين والجبين، رغم أن ذلك قد يسبب إصابة الضحية بحالة انفصام في الشخصية. أما زراعتها في مراكز الإبصار فيشوش الرؤية وقد يسبب العمى. ويكون تأثير تلك الرقائق بحسب برمجتها، إذ من الممكن تعبئة المخ بأفكار معينة أو دفعه إلى الانتحار أو جره إلى قتل آخرين. 
والأجيال الجديدة المصنعة من شريحة الميكرو تشيب، استخدمت فيها تقنية النانوتكنولوجى وتقنية الميكروتشيب، ويصل قطرها خمسة ميكرومليميترات. أي عشر قطر شعرة من الرأس التي تقدر بخمسين ميكرومليميترا. والمليميتر يساوي 1000 ميكرو ميتر.
توجد في الدماغ البشري مناطق ترتبط ارتباطاً بشكل وثيق مع اتخاذ القرار، مثل قرار القبول أو الرفض. كما توجد مناطق ترتبط بالتحكم في السلوك. وتلك المناطق موجودة في الفص الجبهي وأمكن الكشف عنها بواسطة الفحص بطريقة خاصة بالرنين المغناطيسي.
وبذلك أصبح من الممكن السيطرة على قرار شخص بعد أن أمكن إيجاد وسيلة تساعد على التحكم في هذا الجزء من الدماغ. والبايوتشيب Bio Chip التي تُزرع في الجبين، تنسجم مع أنسجة الجسم، فكلمة bio تعني حيوى. تصبح المهمة الرئيسية هي ربط هذه المنطقة من الجسم بمراكز التحكّم عن طريق الأقمار الصناعية والتوجيه عن بعد، وبذلك يتم إقناع كل البشر الذين تمت زراعة تلك الشريحة بجباههم بأي أمر كان، حتى لو كان الأمر يتعلق بإيمان الشخص وعقيدته. وليس فقط بقناعات فكرية أو سياسية.
توصف الحروب الجديدة بالحروب اللاتماسية. فهي تستخدم الإنسان أداة للقضاء على الأنظمة السياسية من خلال تحريك الشعوب ذاتها بإشعال ثورات داخلية تُحدث التغيير دون أي تدخلات مباشرة.
وهذه الشرائح، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، يجعلها منها الدولة الأكثر انتهاكا لحقوق الأفراد وخصوصياتهم. بل إن ذلك يؤكد حقيقة أنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب عبر العالم. فهي بذلك قادرة على افتعال أيه أعمال قتل أو إجرام أو اغتيال أو تفجير في أي مكان من العالم.
ومن المهم الوعي بخطورة هذه التقنية التي يمكنها أن تحوِّل حياة البشر إلى كابوس دائم كما تفعل الولايات المتحدة من خلالها. فنحن نرى كل يوم كيف تتوالى الأعمال الإرهابية وكيف يتم جر دول بأكملها إلى مستنقعات الحروب من أجل استنزافها وتدميرها من خلال افتعال تلك الأعمال.
ولا شك لدينا أن محاولة تعميم هذه التقنية في العالم كله من خلال زرعها في جباه المواليد الجدد يعني إصرارا أمريكا على التحكم المباشر في البشر جميعا ليصبح الناس عبيدا للنظام العالمي الجديد المزعوم الذي تمهد له القوى المهينة في هذا العالم. فالأمر لم يعد خيالا علميا أو فنتازيا ساحرة. بل إنه يتحول، يوميا، إلى واقع.


ليست هناك تعليقات: