الثلاثاء، 17 يناير 2017

ترامب الهائج في مواجهة المؤسسة الحاكمة.. هل يخضع للأمر الواقع أم يتعرض للاغتيال؟







لم يكن مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض صدفة. ولا كان الرجل المفضل لدى الناخب الأمريكي. لقد اختاره المجمع الانتخابي المرتبط بالقوى المهيمنة، رغم فارق الـ3 ملايين صوت لصالح هيلاري كلينتون. تعرف المؤسسة الحاكمة في أمريكا كل شيء عن ترامب. تعرف مزاجه المتقلب وغوغائيته المفرطة وفضائحة الجنسية وتهربه الضريبي واضطهاده لموظفيه وعماله. وتعرف أيضا عواطفه تجاه الرئيس الروسي بوتين بسبب مزاعم عن تسريب مخابراته كي جي بي رسائل الكترونية خاصة من الحاسوب الشخصي لهيلاري كلينتون ا الحق أضرارا بها. بل تعرف حتى ما هو أكثر من ذلك.
لن تكون فترة الرئاسة الأولى لترامب، إذا حدثت، هادئة وخالية من العواصف والأعاصير. فالتوتر ظهر منذ اللحظة الأولى مع جهات متعددة حتى داخل الحزب الجمهوري فضلا عن أنصار منافسته كلينتون وحزبها المدعوم بقوة من الملياردير اليهودي جورج سوروس. بل إن ترامب ذهب إلى أبعد من ذلك وتحدى المؤسسة الأمنية واحتقر الاعلام والصحافة التي يعرف الجهات التي توجهها واستعدى القسم الاكبر من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الديقراطيين والجمهوريين.
كان ذلك ردة فعل غير ناضجة ولا منضبطة من ترامب. وقع في الفخ الذي نصبه له المتحكمون في أوراق اللعبة من وراء حُجُب، فالهدف لم يكن مجرد إيصاله وينتهي الأمر بل إن المخطط يفترض افتعال صراع بينه وبين مؤسسات الدولة المخترقة طولا وعرضا من القوى الخفية. ورغم ولاء ترامب لها إلا أن القصة أبعد من مسألة الولاء، لأن الهدف كبير. هم يريدون السير بخطى أسرع نحو تنفيذ مشروع "النظام العالمي الجديد" واستحقاقاته في تعميم الفوضى داخل الولايات المتحدة نفسها وإشعال نيران الحرب مع الخصم الروسي وحلفاءه.
وفي محاولة لإخضاع ترامب ودفعه إلى إطلاق ردة فعل عكسية ضد موسكو، نشرت الأربعاء 9/1/17 صحيفتنا "الغارديان" البريطانية و"وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن عميلا سابقا للمخابرات البريطانية يدعى كريستوفر ستيل، عمل في موسكو لعدة سنوات، هو الذي يقف وراء تسريب تقرير من 35 صفحة يتضمن شريط فيديو، صورته أجهزة المخابرات الروسية عن تورط الرئيس ترامب، في أعمال جنسية فاضحة أثناء إقامته في أحد أجنحة فنادق موسكو، احتوى عروضا شاذة لبنات ليل جرى استئجارهم لهذا الغرض. وقيل أن كريستوفر ودّع قطّته واختفى عن الأنظار خوفا على حياته من الاغتيال، فالمخابرات الروسية لا ترحم، وتملك إرثا عميقا في الاغتيالات.
نفى ترامب في مؤتمره الصحفي الذي عقده فجر يوم الخميس التالي، هذه المزاعم، وقال إنها معلومات كاذبة وملفقة. قال إنه كان يعلم جيدا بأن الفنادق في معظم أنحاء العالم تتضمن كاميرات تجسس، واتخذ لأجل  ذلك كل الاحتياطات اللازمة. لكن هذا بحد ذاته اعتراف ضمني بصحة تلك الأعمال الجنسية الشاذة المنسوبة إليه. فهو رجل مهووس بالجنس ومولع بالتحرش بالنساء الجميلات وتاريخه مليء بالفضائح مثل أي رجل أعمال آخر لم تكن لديه طموحات سياسية واضحة. ومع ذلك اتهم أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي لا تكن له أي ود، بالوقوف خلف هذه التسريبات لتشويه صورته التي ربما يظن أنها ليست مشوهة بما يكفي.
لا تستهوينا التحاليل السطحية التي لا تأخذ في اعتبارها سوى الظاهر من المشهد. بل إننا نعتقد أن التحليل العميق يحتاج إلى البحث عن الجهات الخفية المحركة لخيوط اللعبة.. إن ما يُعرف بالمؤسسة الأمريكية خاضعة بالكامل لإملاءات رأس المال الذي يتجمع بقوة في أيدي يهود أو مسيحيين تابعين للصهيوماسونية الحاكمة بالفعل في أمريكا. وكل ما نراه هو طبخة محكمة لإدخال الولايات المتحدة في دوامة العنف في الداخل ومع الخارج. لقد تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستعمرة ضخمة لليهود وأتباعهم  وكانت طوال القرنين الماضيين  قاعدة لمراكمة ثروتهم والتحكم في العالم. ويبدو أنها قد أنهت مهمتها الآن ويجب التخلص منها وتدميرها تمهيدا لبناء نظام بديل تفرزه الحرب العالمية المنتظرة، تماما كما أفرزت الحروب العالمية السابقة أنظمة جديدة وقوى جديدة.
باراك أوباما، في خطاب الوداع الذي ألقاه في مدينة شيكاغو فجر الأربعاء الماضي، عبّر بشكل ماكر عكس ما تخطط له "المؤسسة" أو "الدولة الأمريكية "العميقة"، عن قلقه على الديمقراطية الأمريكية ومن عودة العنصرية، وتراجع قيم التسامح والتعايش في المجتمع الأمريكي، في إشارة واضحة إلى ترامب دون أن يسميه.
ليس أمام ترامب سوى تنفيذ ما هو مطلوب منه؛ أي الفوضى العنيفة في الداخل والحرب غير التقليدية مع الروس وحلفائهم في الخارج أو التعرض للاغتيال الذي يحقق الأهداف نفسها. فالاغتيال ليس غريبا على المؤسسة الحاكمة وهي التي قتلت كينيدي بسبب تمرده عليها كما قتلت عشيقته الممثلة الشقراء مارلين مونرو، وهي أيضا التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون من خلال فضيحة "ووترغيت".

ليست هناك تعليقات: