الاثنين، 24 أبريل 2017

الملك السعودي يؤجج صراع الأحفاد.. هل اقترب انقلاب القصر؟!




قاسم شعيب


قرارات كثيرة أصدرها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي للرياض قبل أيام، وكلها تخدم مصلحة ابنه محمد من أجل تقوية موقعه وترجيح كفته لاستلام الحكم بعد موت أبيه وإزاحة ولي العهد الأمير محمد بن نايف. 
أهم تلك القرارات تعيين نواب لأمراء المناطق من أحفاد الملك عبد العزيز مع إطلاق وعود لهم بالترقية إلى منصب الأمير الفعلي إذا ساهموا في وصول محمد بن سلمان إلى العرش الملكي. والقرار الثاني، وهو الأهم، تعيين خالد بن سلمان سفيرا للمملكة في واشنطن التي يُدرك محمد بن سلمان أنها الممر الأساسي لاعتلاء كرسي الحكم. فوجود الابن التاسع قريبا من البيت الأبيض له أهمية كبيرة لنقل الأوامر الأمريكية بالسرية والسرعة اللازمتين. فهو موضع الثقة لأن وجود أي سفير آخر قد يكون اختراقا يخدم مصالح محمد بن نايف ولي العهد. 
هذا القرار يعكس أيضا رغبة جامحة لدى ابن سلمان في تسويق اسمه لدى مؤسسة الحكم الأميركية، خليفة لوالده، بعدما رشحت أخبار تنفي حسم دوائر القرار في واشنطن في أمر الاختيار بين أحد المحمدين، بينما تؤكد تسريبات أخرى ميل الأميركيين إلى محمد بن نايف، بسبب خبرته الواسعة وخبرة الأميركيين في التعامل معه في قضايا مختلفة أحدها ملف الإرهاب. أما القرار الثالث، فكان محاولة ترضية الجيش والناس عبر قرار إعادة العلاوات والبدلات للموظفين والعسكريين، التي كانوا قد جرّدوا منها إثر أزمة أسعار النفط.
يريد محمد بن سلمان استباق أي حادث مفاجئ قد يتعرض له الملك، حتى يجد نفسه في موقع قوي يمكنه من إزاحة ولي العهد من طريقه باعتباره العقبة الأخيرة أمامه. لكن تلك القرارات لن تُبقي محمد بن نايف مكتوف اليدين. بل من المؤكد، حسب تسريبات، أنه يعمل في الخفاء من أجل قلب الطاولة على الملك وابنه والتخلص منهما قبل أن يتخلصا منه. يخشى ابن نايف إزاحته من ولاية العهد، وهو لذلك لن يتوقف عن العمل من أجل ازاحة الملك بطريقة ما واستلام الحكم. فالهدوء الذي نراه قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تطيح بآخر الملوك الأبناء.
يقول القريبون من المطبخ السعودي أن محمد بن سلمان ولي ولي العهد شخص مكروه في أوساط الجيش وأجهزة الدولة لأنه أدخل البلاد في حرب عبثية مع أبناء عمومتهم في الجنوب تلبية لإملاءات الأمريكيين الذين كانت لهم مخططاتهم ونواياهم. ولأن الأزمة المالية التي سببتها الحرب والفساد أضرت بهم.
ومن الممكن أن يكون استدعاء السيسي لزيارة السعودية وإعادة العلاقات مع مصر إلى سالف عهدها ترضية للرئيس الأمريكي ترامب، الذي عبّر عن استيائه من "العقاب" السعودي لمصر أثناء زيارة ابن سلمان إلى واشنطن في الشهر الماضي. فقد تسربت أنباء عن توبيخ وجهه ترامب لولي ولي العهد السعودي طالبا منه استئنافا فوريا للعمل بالاتفاق النفطي بين البلدين الذي ينص على إرسال السعودية 750 ألف طن من النفط لمصر شهريا لمدة خمس سنوات مقابل 15 مليار دولار.
وفي المقابل يحظى محمد بن نايف بعلاقات قوية ليس مع ضباط الأمن فحسب، وإنما أيضا مع كثير من ضباط الجيش منذ أن كان والده نايف وزيرا للداخلية حيث كان الابن على احتكاك مباشر بهم. بل إن ابن نايف هو الآن على تواصل مع أمراء في هيأة البيعة ولديه علاقة قوية مع متعب بن عبد الله وزير الحرس الذي وعده ابن نايف بولاية العهد إذا نجحت الخطة معه لإعلان انقلاب على الملك المريض وتنصيب نفسه ملكا على البلاد.
لا يريد ابن سلمان إغضاب الإدارة الأمريكية وهو مستعد لفعل أي شيء يضمن وصوله للحكم. لكن محمد بن نايف، الذي يملك قبولا أقوى لدى الناس، له حسابات أخرى. وليس مستبعدا أن نستفيق في يوم قريب فنجده الخبر الأول على شاشات التلفزيون إزاحة الملك سلمان وإعلان حالة الطوارئ إلى أجل غير مسمى!
يبقى المشهد السعودي مفتوحا على كل الاحتمالات في الفترة القادمة. ومن الصعوبة بمكان تصور حالة من الاستقرار بعد موت الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز أو الإطاحة به. بل إن اضطرابات كبيرة على مستوى السلطة تنتهي بسببها دولة حكمتها الفتوى والسيف منذ أكثر من ثمانين عاما، ليست أمرا مستبعدا!..
من يعرف المملكة السعودية من الداخل يلاحظ بسهولة انقلابا في الأمزجة وخوفا من المستقبل وبحثا عن مخارج أمام الصراع الحاد بين الأحفاد على السلطة وبعد أن بلغ الفساد وسوء الإدارة مستويات مرتفعه ليس على مستوى السلطة فحسب بل على مستوى المجتمع أيضا.. وانقلاب الأمزجة ليس إلا إشارة لانقلاب سياسي قريب قد لا يراه الكثيرون..





ليست هناك تعليقات: