تاريخ الإسلام الذي نقراه اليوم ليس إلا نسخة مزورة من إسلام الوحي، تماما كما كانت جمهورية أفلاطون نسخة مزورة عن مفهوم الجمهورية نفسه. فكما أقصت النسخة الأموية للإسلام الإنسان، فكذلك كان شان جمهورية أفلاطون التي اعتبرت النساء والعبيد والعسكر وعامة الناس مخلوقات اقل إنسانية او بلا إنسانية من الأساس. جمهورية أفلاطون كانت جمهوري للاستبداد والمشاعية الجنسية واحتقار الفنون.
امبراظورية معاوية لم تكن مختلفة. لقد افسد معاوية الوعي والتاريخ عندما تابع الروم والفرس والتقاليد السلطوية القديمة وقرر أن يكون ملكا يفسد ولا يصلح، يقتل ولا يحيي، يكفر ولا يؤمن.. وحتى اليوم لا يزال المسلمون أسرى الثقافة الأموية من حيث أنهم يتوهمون إتباع النبي.
قد يكون من الظلم للإسلام الحديث عن إسلام أموي او إسلام تاريخي في مقابل إسلام الوحي. لكن عزاءنا أن هذا التمييز ليس إلا تمييزا إجرائيا ومنهجيا. فالإسلام في النهاية واحد وما فعله السلاطين الأمويون والذين جاؤوا بعدهم ليس إلا سطوا على الإسلام ومحاولة للعبث به وتزوير مفاهيمه وقيمه.
ليس ما نراه اليوم في الجوامع والمساجد وفي الزوايا والمعابد إسلاما. هو دين آخر لا يشبه الإسلام ولكنه بعد أن سرق عباءته واستنسخ لحيته، ظن الناس انه هو. وحتى نعرف حقيقة هذا الإسلام الأموي يكفي أن نراقب كهنته في طريقة تفكيرهم وهم الذين يؤمون الصلاة ويعتلون المنابر ويلبسون العمائم ويكفرون الناس ويفتون للسلطان.
مشكلتنا اليوم ليست مع التاريخ ولكنها مع الناس الذين يؤمنون بهذا التاريخ ويصدقون الذين زوروه من اجل قصورهم وجواريهم وولائمهم. ليست مشكلتنا مع التاريخ ولكنها مشكلة مع بساطة الناس وثقتهم التي لم يعرفوا لمن يعظونها. الحقيقة وحدها هي التي انتهكت واغتصبت ومثل بها وهي لا تزال على قيد الحياة.
ليس الإسلام أن نملأ مساجد يحتل منابرها كهنة مهنتهم الدجل، وإنما الإسلام أن نؤم الحقيقة التي في داخلنا والحقيقة التي جاء بها النبي ص. لقد صنعوا لنا عقيدة وفقها وأخلاقا ليست هي عقيدة النبي ولا فقه النبي ولا أخلاق النبي. قالوا إنها هي نفسها الوحي الذي في القرآن. وصدقهم البسطاء في الوقت الذي كان أحرى بهم أن يكذبوهم حتى لو صدقوا، فالكاهن لا يصدق إلا من اجل أن يكذب.
وبينما كان المسجد ومنبره مكانا لتعلم الحرية، أصبح مع كهنة البلاط مكانا لتعلم العبودية. حاصروا الناس من كل جانب وزينوا لهم الظلم والجهل والفقر وقالوا إن ذلك هو قدر الله وقضائه ولا راد لقضاء الله. اخبروهم أن الزهد والرضا والتسليم قيم إسلامية، وان الثورة والرفض والمقاومة ممارسات شيطانية لا يليق بمرتكبها إلا الجحيم.. لقد أرادوا قتل الإسلام من خلال قتل القيم التي هي جوهره. قلبوا كل شيء هو جميل فيه حتى أصبحنا لا نرى شيئا إلا وهو مكلل بالبشاعة المغلفة بالدين.
غير أن خداع الناس لن يستمر حتى النهاية. تأبى الحقيقة أن تظل أسيرة، قدرها أن تنتفض وتثار لكرامتها المغتصبة. وفي يوم ما سيجد الناس الطريق السالك إلى هذه الحقيقة. الناس اليوم يعودون إلى أنفسهم. هم ينفضون أيديهم من دين الكهنة الذي شربوا منه وذاقوا كدره طويلا. يريدون اليوم أن يشربوا الحقيقة التي في القلب. فقد أدركوا أخيرا أن من يعود إلى قلبه لا يظل ولا يشقى. فالقلب هو بقية الله في الإنسان. "استفت قلبك ولو افتاك الناس وافتوك"، تلك هي حكمة النبي.
امبراظورية معاوية لم تكن مختلفة. لقد افسد معاوية الوعي والتاريخ عندما تابع الروم والفرس والتقاليد السلطوية القديمة وقرر أن يكون ملكا يفسد ولا يصلح، يقتل ولا يحيي، يكفر ولا يؤمن.. وحتى اليوم لا يزال المسلمون أسرى الثقافة الأموية من حيث أنهم يتوهمون إتباع النبي.
قد يكون من الظلم للإسلام الحديث عن إسلام أموي او إسلام تاريخي في مقابل إسلام الوحي. لكن عزاءنا أن هذا التمييز ليس إلا تمييزا إجرائيا ومنهجيا. فالإسلام في النهاية واحد وما فعله السلاطين الأمويون والذين جاؤوا بعدهم ليس إلا سطوا على الإسلام ومحاولة للعبث به وتزوير مفاهيمه وقيمه.
ليس ما نراه اليوم في الجوامع والمساجد وفي الزوايا والمعابد إسلاما. هو دين آخر لا يشبه الإسلام ولكنه بعد أن سرق عباءته واستنسخ لحيته، ظن الناس انه هو. وحتى نعرف حقيقة هذا الإسلام الأموي يكفي أن نراقب كهنته في طريقة تفكيرهم وهم الذين يؤمون الصلاة ويعتلون المنابر ويلبسون العمائم ويكفرون الناس ويفتون للسلطان.
مشكلتنا اليوم ليست مع التاريخ ولكنها مع الناس الذين يؤمنون بهذا التاريخ ويصدقون الذين زوروه من اجل قصورهم وجواريهم وولائمهم. ليست مشكلتنا مع التاريخ ولكنها مشكلة مع بساطة الناس وثقتهم التي لم يعرفوا لمن يعظونها. الحقيقة وحدها هي التي انتهكت واغتصبت ومثل بها وهي لا تزال على قيد الحياة.
ليس الإسلام أن نملأ مساجد يحتل منابرها كهنة مهنتهم الدجل، وإنما الإسلام أن نؤم الحقيقة التي في داخلنا والحقيقة التي جاء بها النبي ص. لقد صنعوا لنا عقيدة وفقها وأخلاقا ليست هي عقيدة النبي ولا فقه النبي ولا أخلاق النبي. قالوا إنها هي نفسها الوحي الذي في القرآن. وصدقهم البسطاء في الوقت الذي كان أحرى بهم أن يكذبوهم حتى لو صدقوا، فالكاهن لا يصدق إلا من اجل أن يكذب.
وبينما كان المسجد ومنبره مكانا لتعلم الحرية، أصبح مع كهنة البلاط مكانا لتعلم العبودية. حاصروا الناس من كل جانب وزينوا لهم الظلم والجهل والفقر وقالوا إن ذلك هو قدر الله وقضائه ولا راد لقضاء الله. اخبروهم أن الزهد والرضا والتسليم قيم إسلامية، وان الثورة والرفض والمقاومة ممارسات شيطانية لا يليق بمرتكبها إلا الجحيم.. لقد أرادوا قتل الإسلام من خلال قتل القيم التي هي جوهره. قلبوا كل شيء هو جميل فيه حتى أصبحنا لا نرى شيئا إلا وهو مكلل بالبشاعة المغلفة بالدين.
غير أن خداع الناس لن يستمر حتى النهاية. تأبى الحقيقة أن تظل أسيرة، قدرها أن تنتفض وتثار لكرامتها المغتصبة. وفي يوم ما سيجد الناس الطريق السالك إلى هذه الحقيقة. الناس اليوم يعودون إلى أنفسهم. هم ينفضون أيديهم من دين الكهنة الذي شربوا منه وذاقوا كدره طويلا. يريدون اليوم أن يشربوا الحقيقة التي في القلب. فقد أدركوا أخيرا أن من يعود إلى قلبه لا يظل ولا يشقى. فالقلب هو بقية الله في الإنسان. "استفت قلبك ولو افتاك الناس وافتوك"، تلك هي حكمة النبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق