السبت، 3 يونيو 2017

الخلفيات المرعبة للانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس للمناخ





قاسم شعيب


نفّذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحابه من اتفاقية باريس حول المناخ، أحد وعوده الانتخابية. وهو قرار له أسبابه الخفية وغير المعلنة والتي تريد التسبب في كوارث بيئية مدمرة تصيب الأرض ومن عليها.
قد يرى محللون في هذا القرار قصر نظر ونزعة انعزالية تضر بالمصالح الأمريكية من حيث تتصور أنها تخدمها. غير أن هذا القرار له خلفيات أخطر وأبعد مما هو ظاهر. وتلك الأبعاد هي مالا تتناوله وسائل الاعلام وتحاول أن تخفيه خدمة لأجندات باتت معلومة لدى العارفين.
والانسحاب الأمريكي من الاتفاق الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما في ديسمبر 2015 مع قادة وممثلي 194 دولة أخرى تم التوصل إليه للتحكم في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ومواجهة أزمة الانحباس الحراري الذي سبق لترامب أن شكك في أسبابه الحقيقية أثناء حملته الانتخابية.
قال ترامب إن الاتفاقية "تعاقب الولايات المتحدة وتكلفها ملايين فرص العمل". وأبدى استعداده لمناقشة اتفاقية جديدة وهو ما رفضه الأوروبيون. ووصفت المستشارة الألمانية ميركل الخطوة بالمؤسفة وقالت "لا شيء يمكن أن يوقفنا"، بينما اعتبرها الرئيس الفرنسي خطوة خاطئة. وفي الداخل اعتبر معارضون أمريكيون أن الانسحاب من الاتفاقية يعني تخلي الولايات المتحدة عن قيادة العالم.
لكن تأثيرات هذا الانسحاب ليس بالطريقة التي يتم تصويرها حسب المنظمة الدولية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة التي قالت إنه في أسوأ الحالات قد تضيف الولايات المتحدة 0.3 درجة حرارية إلى المستوى العالمي بحلول نهاية القرن.
يضيف ترامب إلى سجله الرئاسي الذي بدأ منذ أشهر قرارا آخر مثيرا للجدل استغله المعارضون له في الداخل لتنظيم احتجاجات ضده في عدة ولايات كبرى أهمها نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا.. فقد تشكلت منذ وصول الرجل المثير للجدل إلى البيت الابيض "حركة مقاومة" له يمولها المليادير الأمريكي سورج سوروس عراب الثورات الملونة. وليس لدينا شك أن المؤسسة، التي أوصلت ترامب إلى الحكم من خلال مندوبي الولايات الذين يشكلون جزءا منها، هي نفسها من يعارضه ولكن عبر واجهات مختلفة. والهدف الأساسي خلق حالة من عدم الاستقرار داخل الولايات المتحدة.. ثم الضغط على الرئيس لدفعه إلى اتخاذ القرارات المطلوبة منه في المرحلة المقبلة أو التخلص منه بشكل أو بآخر إذا لم يستجب.
لا يرى ترامب، ومن يقف خلفه، جدوى لاتفاقية المناخ المكلفة لأنهم يعرفون خلفيات ما يجري والأسباب الحقيقية التي تسبّب الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية المفتعلة وغير المنتظرة. هم يعرفون أن مشروع هارب HAARP للتحكم في المناخ، وهو أحد أسلحة الجيل الخامس الأمريكية، هو الذي يسبب ارتفاع درجات الحرارة والكوارث المناخية في كثير من مناطق العالم مثل الزلازل والفيضانات والتسونامي وثوران البراكين بشكل فجئي.. والزعماء الأوروبيون الذين انتقدوا القرار يعرفون ذلك، لكنهم يقولون كلاما يعرفون مسبقا أنه مجرد دجل لتضليل الناس.

إن الحديث عن تأثير انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون وتأثيرها في طبقة الأوزون والاحتباس الحراري ليس إلا محاولة لإخفاء السبب الحقيقي لتلك الظواهر المناخية الجديدة التي يؤكد متخصصون أنها مفتعلة تماما. إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ ليس إلا قرارا أملته المؤسسة على ترامب استعدادا لافتعال سلسلة من الكوارث الطبيعية التي يريد من يقف وراءها تحقيق هدف الانتقال إلى ما يسمونه "النظام العالمي الجديد" الذي أعلنه جورج بوش الأب أثناء ولايته.

ليست هناك تعليقات: