الجمعة، 16 سبتمبر 2016

تكوين النص القرآني








كتاب جديد  للباحث والمفكر التونسي، أستاذ الفلسفة والإسلاميات، قاسم شعيب، صدر حديثا عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت، 2016. جاء الكتاب في عشرة وصول. وهو يتناول علوم القرآن فيناقش موضوعات النبوة وأمية النبي و التأويل والنسخ والإعجاز والمكي والمدني وتدوين القرآن واختلاف القراءات.. ويناقش ما طرحه بعض المستشرقين والكتاب العرب المعاصرين حول هذه القضايا. وينتهي الى يطرح منهج مختلف في قراءة النص القرآني سماه التفهمية القيمية.
لقد بُعث النبي في مرحلة تاريخية مزدحمة بالحضارة والتنوع الثقافي، رغم أن الجزيرة العربية كانت تفتقد إلى الدولة الجامعة. وليس غريبا أن يكون الخطاب القرآني محملا، بسبب ذلك، بأبعاد عقلانية إنسانية عميقة تناسب تطور مستويات الوعي. فعرب الجزيرة كانوا بعيدين عن سذاجة الأجيال السابقة التي كانت تؤثر فيها المعجزة الحسية أكثر من الحجة المنطقية.
وكان تركيز القرآن كبيرا على تقديم رؤية وجودية عقلانية متماسكة، وكان تأكيده لافتا على سنن التاريخ والقوانين التي تحكم حركته. ودور الإنسان في تطويع هذه السنن لتحقيق غاياته، وعلى حقيقة أن التغيير السياسي والاجتماعي يحتاج إلى الوعي بمعطيات الواقع والمعرفة بقوانين التغيير وإرادة الانجاز. ولم يهمل القرآن الكريم تقديم منظومة تشريعية متكاملة ونظرية أخلاقية متوازنة يمكن أن تحقق للإنسان حرية حقيقية.
غير أن أسئلة طرحت حول سلامة النص القرآني من التلاعب بسبب وجود كم كبير من المرويات المنسوبة إلى كثير من الصحابة والتابعين التي تشير إلى ذلك، وهو ما حاول الكتاب تقديم مقاربة علمية له من أجل تبيّن حقيقة ما تطرحه تلك المرويات.



ليست هناك تعليقات: